جاءت هذه القصيدة رداً على الشامتين المأجورين .
لا السيفُ أصدقُ إنباءً ولا الكـُتـُب = ضاع العراقُ , فمن للسيفِ يا عربُ ؟!
قلبي قصـيدةُ حزنٍ مات شاعرها = فيا لقافيةٍ في الروحِ تـَضطــربُ
قلبي على آخرِ الأضلاع ٍ متكــيءٌ = يطيحُ من ولهٍ لو شفـّهَ عـتـبُ
يا سيدي يا صباحَ الخيرِ يا وطـني = يا كلَّ ما ضمتِ الأجفانُ و الهُــدبُ
أكبرتُ فيكَ احتمالَ الهمِّ منفــرداً = يا حاملا ً وحدهُ ما ضيَّــعَ العربُ
**************
يا سيدَ الصبرِ ملَّ الصبرَ شاربُهُ = واستمطرَ الدمعُ ما لم تمطرِ السُحبُ
ألفاً حملنا هبوبَ النارِ في دمِنـا = لعلَّ في دمِهم يَستيقـظ ُ اللهــبُ
لا أكتمنكَ أنَّ القومَ خـَـدّرهـم = ليلٌ تمــايلَ في سمــارِهِ الطَــربُ
ناموا سكارى على أناتِ ثــاكلةٍ = موتى الضمـائرِ لا نبعٌ و لا غـَربُ
فاللهَ من أمــةٍ باعت بيارقهــا = واستبدلت خيلـَها،و الدارُ تـُستلبُ !
**************
يا ما وهبنا لهم أعمارنا مَــدداً = ومَسّـنا سغبٌ إذ مَسّهــم سَغــبُ
و مادتِ الأرض فينا لو بكـتتْ نـُطفٌ = يـوماً بأرضهمُ ، أو غالهـم نَصـبُ
واليومَ في كِبرٍ يختالُ ) شامتهــم ) = زهـــواً بأنَّ عراقَ الكِـبرِ يُغتصـبُ
ما هـــــزّهُ الموتُ عنوانــاً نطالع = ولا الأعاصيرُ بالأرواحِ تَحتطــبُ
ولا استفزَّ لقرآن ٍ يطـــاولــهُ = ذئبٌ تجمـــرَّ في أنيـــابهِ العطــبُ
و إن همو سرقوا من (بابلٍ أسـداً = غداً سَتُسرقُ من (أهـرامنا)القُبــبُ
وتستباحُ الدِما في كل باديــــةٍ = ما دامَ (أعـرابها) كالشـاءِ تُحتَلـبُ
*********************
يا شامتينَ بنا لاتدعُـــوا نسبــاً = إنّـا لنخــجـــلُ ممـا قالتِ الكتـبُ
مرّت عجافاً سنونُ الجوعِ لاهثة = ً وما اشتكـى كَبـــــدٌ منّا ولا عَصــبُ
أنـــتم لكم ذلـــكمْ في كلِ نازلـةٍ ) = وللعراق) الفِدا والسيفُ و التعــبُ
***********************
نارُ "الصليبِ" على "بغدادنا" اتقدتْ = ومن أكفكمــــو قد جاءَها الحَطــبُ
رؤى الحرائقِ تُغني عن فواجـعهـا = ما الشعرُ ما نشرةُ الأخبار ما الخُطبُ ؟!
ملءُ الشرايينِ في أعراقها استعـرتْ = حرّى وفي قلبها المذبوحِ تَنسكـــبُ
فهل تحرّكَ في قيثـــاركم وتـــــــــرٌ = ٌدعوا السؤالَ بصدرِ الغيبِ يغتــربُ
دعوا السؤالَ ففينا ألفُ غاضبــــــــة = يظلُ من غيظها يستوقدُ الغضـــــبُ
ولتسمعِ (النُصُبُ الجوفاءُ) صرخَتها = يظلُ من غيظها يستوقدُ الغضـــــبُ
أنا بداية ٌ زلـــزال ٍ وعاصفـــــــــــةٍ = في كلِ ناحيةٍ من هولـــها صَخــــبُ
أنا وإنْ حجبوا بالغيـم ِ بارقهــــــــا = لكـنْ ( سمـائي تُرجىّ حينَ تُحتجبُ
**************
ماذا تقولُ أخا الثعبانِ لو سألـت = ضِــفافُ نيلك مــاذا قد جنى الذَنـبُ
=
وعاتبتــك ولا عتبى شواطئــا كيفَ ( القنالُ) احتفى إذ مرت الكُرَبُ
يا من بمأتمنا أعراسهم رقصـتْ = ومن على جرحنا أفــراسهـم تثــبُ
غــــداً سيُسألُ عن عبّادهِ ( صنـمٌ = ويسـألُ اللهُ من زاروا ومن وهبـوا
ومنْ تمســَّحَ بالأكتافِ مرتديــاً = وجهاً مِنَ الذلِّ موشوماً بهِ الكَــذِبُ
تلكَ الوجوهُ التعرّت عن ملامِحها = غداً ستعلمُ كيفَ الوجهُ ينقلــبُ
ويلعنُ البحرُ (هاماناً) و (سامـرهُ ( والراكعينَ "لعجــلٍ" اسمه الذهـبُ
=
**************
(بغـــدادُ ) يا أمةً أحزانها اتسقـتْ = فضجَّ من حزنها التأريـخُ ينتحِــبُ
يا نخلةً في ذرى الأمجادِ شامخة = ً هزّي بجذعكِ حتى يسقـطَ الرطــبُ
يا هامةً ما انحنتْ إلاّ لخالقهــــا = ويا سماءً تهاوتْ دونهـا الشُهُـــبُ
قد يسرقون اللظى من نار قافيتي = ويعصرونَ الدِما إنْ فاتهـم عِنـبُ
ويقتلون بأرضي ألفَ قافـلـةٍ = حداؤها في دمِ الصحـراء يَصطخـبُ
لكن لفجركِ يبقى الكونُ مُنتظرا = ً يا خيمةً دونها قد يرحـلُ العــربُ
يا خيمةً دونها قد يرحــلُ العـربُ
**************
المتنبي الصغير ( صلاح سعيد الحديثي)
Bs_992002@yahoo.com